عن "تلفزيون سوريا" المعارض بعد شهر من انطلاقته

بتاريخ 3-3-2018 وتحديداً عند الساعة السادسة مساءً بتوقيت دمشق بدأ بالبث ما أطلق عليه اسم "تلفزيون سوريا" ،
وهو قناة فضائية معارضة بتمويل قطري وتبث من مدينة "اسطنبول" التركية وبالكذب والنفاق بدأت القناة بثّها:
 حيث ظهر في البداية الإعلامي "محمد دوبا" وهو المعروف سابقاص عبر قناة "الدنيا" المعروفة بموالاتها للدولة السوريّة عبر البرنامج الصباحي فيها والبرنامج الفنّي "لعبة ورق" حيث استهلّ كلامه بقوله: (سوريا بكل أطيافها لمّت شمل أبنائها هنا في تلفزيون سوريا) وهذا بداية الكذب إذ أنّ القناة بعيدة كل البعد عن لم شمل كل السوريين وخاصة أنّها اتخذت موقفاً لا يعبّر عن كثير من السوريين بل على العكس يعادي قسماً كبيراً منهم ويقف مع من قتل وهجّر وخطف الكثير من السوريين.

ليستضيف بعدها "محمد دوبا" وزميلته "يارا إدريس" مدير القناة والرئيس التنفيذي لها الصحفي "أنس أزرق" وهو كان مقدّم برنامج عبر قناة الفضائية السورية الحكومية ومدير مكتب قناة "المنار" التابعة للمقاومة اللبنانية "حزب الله" وكذلك كان مدير قناة "سورية دراما" عند تأسيسها والسنوات الأولى لإنطلاقتها،

"أزرق" وعن سؤاله عن اسم القناة "تلفزيون سوريا" والذي يوحي للتلفزيون الرسمي أجاب أنّ هذا الإسم ليس ملك لأحد وإنّما للشعب السوري،
وهنا بدأ التناقض إذ يرى أنّ الإسم ليس ملك لأحد وبنفس الوقت قرر اتخاذه اسم للقناة وامتلاكه للاسم.
ثم اعترف "أزرق" بقوله إنّ الشعب السوري منقسم وليقول بعدها نحن ندّعي بأنّنا نريد أن نمثّل كل الشعب السوري وكل أطياف الشعب السوري موالين ومعارضين والمهم أن لا يكونوا قتلة،
 وهنا اعترف أيضاً بوجود موالين للدولة السورية من الشعب السوري
ليعاود ويقول سنقدّم ما يتطلّع إليه السوريون في الداخل والخارج بلغة عقلانية متوازنة وصادقة وأنّ شعار القناة حريّة للأبد هو للموالين قبل المعارضين،
وهذه هي الكذبة الأكبر إذ بالتأكيد لم ولن يفعلها التلفزيون فهو لم يعرض معناة السوريين الذين يتعرّضون لقذائف المعارضة أو للخطف والقتل من قبل مسلحي المعارضة والذين يختطفون عشرات الآلاف من المدنيين والعسكريين.
ومن ناحية أخرى يمّجد "أزرق " بما يطلق عليه اسم الثورة السورية وبنفس الوقت يدّعي أنّه ضد الطائفية وهما أمران متناقضان إذ أنّ جميع مقاتلي ما تسمّى الثورة السوريّة هم فقط من المسلمين المتشددين ورفعوا الشعارات الطائفية والتكفيرية منذ بداية التظاهرات على عكس عناصر الجيش السوري أو المواليين السوريين الذين هم من كل الطوائف والإنتماءات.
 وفي نشرات الأخبار خلال هذه الفترة كان واضحاً انحياز القناة وتأييدها للإحتلال التركي في منطقة عفرين وغيرها من المناطق، إضافة إلى تغاضيها عن جرائم ما تطلق عليهم اسم الثوار وقمعهم للحرية في مناطق سيطرتهم وهو ما اتخذته شعاراً لها، فلماذا لا تدعم الحرية في مناطق سيطرة المعارضة؟؟؟
 ومن برامج القناة برنامج باسم "حمصود" يقدّمه "عبد الرحمن الدندشي" وهو الذي كان قد بدأ عبر اليوتيوب بنفس فكرة البرنامج التي تعتمد عبر السخرية من الدراما السوريّة والعربية والكلام عن ما يعتبره الأخطاء فيها وفي البرامج التلفزيونية،
وفي الحلقة الأولى يظهر تسييس البرامج وتناقضه مع شعار القناة "حريّة للأبد" إذ لا يحق بنظر مقدّم البرنامج لأي فنان أن يعبّر عن رأي يخالف رأي المعارضة فيسخر من الفنانة الممثلة السوريّة "كندا حنا" المعروفة بحبّها لجيش بلدها وموقفها المؤيّد والموالي للدولة السوريّة حيث يسخر بأنّ الفنانة تظهر في مشهد من أحد المسلسلات أنّها تنزعج في المشهد من لفت انتباه ابنها للسلاح الموجود مع عناصر حاجز عسكري. إذ يسخر أنّ الفنانة تؤيّد في الواقع الجيش السوري، وكأن مقدّم البرنامج يريد من الفنانين أن يظهروا في المسلسلات كما في الواقع دون اختلاف، متناسي أنّ الفنان يمكن أن يمثّل كل الأدوار وليس فقط الأدوار التي تشبهه في الواقع، فالممثل يمثل دور الفقير أحياناً والغني أحياناً أخرى أوالشرير والطيّب.

 وبهذا يظهر انطلاق القناة بالكذب والتناقض والنفاق ومبتعدين عن كثير من الجمهور السوري بل معادين له.


... 
نتقبل جميع الأراء اللائقة 
...
ماورو | Mauro 
13-4-2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق