حلبة الميدان _ من صاحب الضربة القاضية ؟

بقلم: هيثم كزو.
لعلّ من يرى المشهد عن كثب يعلم أن سوريا باتت في خواتيم انتصاراتها ... فمن الناحية الميدانية أصبحنا في الجولة الأخيرة وهي جولة تحصيل حاصل لأن جميع الجولات السابقة كان المنتصر فيها الجيش السوري ... انطلاقاً من أرياف حلب إلى حلب المدينة إلى ريف الرقة ودير الزور وصولاً إلى حمص والغوطة الشرقية والسويداء ودرعا ، وهاهو الجيش السوري بعد انتشار وحداته في مناطق من أرياف منبج قاطعاً الطريق على جيش النظام التركي ومرتزقته يعدُّ العدة ليوجه وحداته إلى مدينة منبج حتماً واثقاً من خطواته ، ويأتي ذلك رغم تعقيدات المشهد على المستوى الميداني فهناك في مناطق شرقي الفرات لاتزالُ قواتٌ أمريكيةٌ محتلةٌ ترابطُ - رغم إعلان ترامب عن البدء بسحب قواته من سوريا – إضافةً إلى وصول تعزيزاتٍ إضافية لجيش النظام التركي إلى الحدود السورية ، ويضيفُ إلى المشهد تعقيداً وجودُ قوات سوريا الديمقراطية والتي رغم إعلانها على لسان قادتها استعدادها التعاون مع دمشق  إلا أن ضبابية الموقف لاتزال تخيمُ على سلوكها وخاصة من ناحية تباين المواقف بين متزعميها ، فجيهان أحمد الناطقة باسم قسد أعلنت عن ترحيبها ببيان القيادة العامة للجيش العربي السوري من دخول وحدات للجيش إلى منبج ومن ثم نفت أن تكون قد صرحت بذلك . أيضاً قيام قسد بمهاجمة آل الماشي بسبب رفعهم العلم السوري يؤكد ضبابية مواقف قوات سوريا الديمقراطية السياسية وتشتت قراراتها .لربما هناك شيئان اثنان واضحان في هذه الحلبة الأول هو أن قسد هي الحلقة الأضعف بلا منازع ولكن خيطاً واحدا فقط هوماتبقى لها حتى تنقذَ نفسها ألا وهو ( دمشق ) ، وذلك بأن تكون قسد  ديمقراطيةً بالفعل وليس بالاسم فقط فتسمح للشعب السوري في منبج وشرقي الفرات  عرباً وكرداً بالتعبير عن رأيهم من خلال مظاهرات يطالبون فيها المحتل الأمريكي بالخروج بالسرعة القصوى فتقطع الطريقَ على أنقرة وعدم السماح للمحتل الأمريكي بالمماطلة في الخروج لأن مماطلته تدل على أنه يمهد لدخول التعزيزات العسكرية التركية إلى منبج وشرقي الفرات .
باعتقادي دخول جيش النظام التركي لن تسمح روسيا بحصوله هذه المرة لأن طبيعة الأرض تختلف ومايعنيه احتلال تركيا لمنبج وشرقي الفرات من عودة التطرف إليها من جهة ومن جهة ثانية محاولتها إيجاد حل لمشكلة المسلحين في إدلب من خلال نقلهم إلى هذه المناطق الجديدة كما حصل في عفرين من تغيير ديموغرافي ،لأنها ستدخل تلك المناطق بميليشيا درع الفرات أو مايطلق عليه بالجيش الحر والتي أكثر عناصره هي عناصر سابقة في جبهة النصرة والتنظيمات الإرهابية الأخرى التي يصعب التحكم بها مستقبلاً ، علاوةً على غنى تلك المناطق بمنابع النفط .
أجزم أن الشيء الثاني الأكثر وضوحاً في هذه الحلبة هو انتصار الجيش السوري بمساعدة حليفه الروسي وغالباً ما سيكون النصرُ سياسياً ، فكل من على الحلبة منهكٌ يريدُ رفع الرايات البيض جتى قبل بدء الجولة .

.
... 
نتقبّل جميع الأراء اللائقة 
...
ماورو | Mauro 
3-1-2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق